بولتيك بريس
في وقت رفعت فيه بنوك الاستثمار العالمية من توقعاتها لأسعار النفط خلال الفترة المقبلة فوق مستويات 100 دولار للبرميل، تسود حالة من التفاؤل داخل السوق التي عانت على مدار أشهر طويلة بسبب الجائحة وحتى في الفترة التي سبقتها إذ لم يكن أكثر المتفائلين ليتوقع أن ترتفع الأسعار فوق عتبة 100 دولار للبرميل.
واليوم وفيما تؤكد أسعار الخام تماسكها فوق مستويات 70 دولارا للبرميل، فإن مجموعة من العوامل تؤكد على أن الفترة المقبلة ستشهد مواصلة المسار الصعودي لأسعار الخام ما حدا بكثير من رؤساء الشركات النفطية الكبرى التأكيد على أن الأسعار ستصعد فوق ذلك المستوى خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وفي مطلع الأسبوع الجاري توقع بنك الاستثمار العالمي غولدمان ساكس أن ترتفع الأسعار فوق مستويات 100 دولار للبرميل مع ارتفاع الطلب بفعل زيادة التطعيمات ضد فيروس كورونا ومعروض نفطي متوازن في سوق لطالما عانت لسنوات طويلة من تخمة المعروض.
ووسط مؤشرات على أن المنتجين داخل أوبك وخارجها سيتجهون لرفع الإنتاج خلال الأشهر القليلة المقبلة، إذ يتوقع بنك الاستثمار العالمي غولدمان ساكس أن يقبل كبار المنتجين على رفع الإنتاج بنحو 2.8 مليون برميل يوميا بحلول أغسطس المقبل.
ولكن بنك الاستثمار العالمي لا يرى مخاطر كبيرة في رفع الإنتاج من قبل كبار المنتجين داخل أوبك وخارجها على أسعار السلعة.
ويرى البنك أن تخفيضات أوبك وحلفائها سيقابلها نقص في الإمدادات من إيران بالإضافة إلى مؤشرات على عدم وجود فورة في انتاج النفط الصخري وسعى أوبك الدائم نحو سوق متوازنة للنفط على جانبي العرض والطلب.
وقالت وحدة الأبحاث التابعة لسيتي غروب في مذكرة بحثية سابقة، إن الصين هي المستورد الأسرع نموا للنفط عن طريق النقل البحري في وقت تلجأ فيه بكين إلى خلط الخام الإيراني مع أنواع أخرى من النفط المستوردة من دول الخليج.
وبحسب سيتي، فإن بيانات تتبع الناقلات تشير إلى ارتفاع الصادرات من الخام الإيراني إلى أكثر من نحو مليون برميل يوميا في بعض الأحيان حتى قبل نهاية العام الماضي.
ويرسم رؤساء الشركات النفطية الكبرى وتجارة السلع الكبرى صورة وردية لمستقبل أسعار الخام مع حقيقة أخرى مفادها أن تراجع الاستثمار في القطاع سيؤثر على المعروض المستقبلي.
ويقول الرؤساء التنفيذيون لشركات النفط العالمية العملاقة على غرار رويال داتش شل وتوتال إن ارتفاع الأسعار فوق مستويات 100 دولار للبرميل قادم لا محالة ولكنهم أشاروا أيضا إلى أن التقلبات داخل السوق قد تدفع الأسعار مجددا نحو التراجع.
وارتفعت أسعار النفط بنحو 47% هذا العام مع ارتفاع معدلات التطعيمات ومؤشرات على أن الأسوأ من الجائحة قد انقضى وذلك بعد أن عاشت أسعار الخامات أحد أسوأ سنواتها العام الماضي ما دفع إلى تراجع بعض أسعار الخامات للنطاقات السالبة للمرة الأولى في التاريخ.