لهيب الانتخابات

لا أعرف هل هي صدفة ام تخطيط مسبق ام امر اخر ما زلنا نفهمه في ان معظم الاحداث التي رافقها العنف في البلاد تزامنت مع فصل الصيف وتحديدا حزيران وتموز، فمعظم الانقلابات التي حدثت في البلاد كانت في فصل الصيف او في شهر تموز او حزيران، نعم معظمها وليس جميعها، وتحديدا بعد عام 2003 فلم يمض شهرا حزيران وتموز بلا تظاهرات في بغداد او المحافظات واعتقد ان لحرارة الطقس علاقة بهذا الامر لا سيما مع استمرار غياب الطاقة الكهربائية في السنوات الاخيرة.
صيف هذا العام لن يختلف عن سابقاته، بل ازداد سخونة بفعل عاملي الطقس والتنافس الانتخابي، اذ سجلت درجات الحرارة ارتفاعا نادرا في بدايات شهر تموز رافقها التنافس الانتخابي المبكر ازاء تحديات جديدة تواجه القوى السياسية المشاركة في الانتخابات بين قوى سياسية تخوض غمار الانتخابات لاول مرة ” بعد وبفعل ” احداث تظاهرات تشرين وتسعى هذه القوى لاثبات وجودها من خلال حصدها مقاعد نيابية تؤهلها لان تكون رقما مهما في البرلمان كما كانت في الشارع وتؤكد انها الحل مقابل ما تدعيه بفشل القوى السياسية التقليدية، وبين القوى السياسية التقليدية الموجودة والتي تؤكد ان لها جمهورها وناخبيها وان لا جمهور حقيقيا لقوى ما بعد تظاهرات تشرين، والازمة الحقيقية ان فشل اي الاتجاهين يُعد نهاية حتمية لوجوده خلال السنوات العشر او العشرين القادمة، فاذا فشلت القوى السياسية التي تدعي اليوم انبثاقها عن تظاهرات تشرين في ان تحصد مقاعد نيابية يُعتد بها ستعود القوى التقليدية الى الواجهة كممثل طبيعي وشبه وحيد للجمهور – طبعا- مع تعدد هذه القوى وصعود ونزول ارقام بعضها نيابيا، وكذلك الحال في تلك القوى التقليدية اذ انها امام تحد يمثل وجودها المستمر في النظام السياسي لان خسارتها تعني ان لا جمهور يقف خلفها اليوم، وبين اتجاه اخر يسعى لاداء دور الوسط المعتدل بين الاتجاهين كمنهج عمل يستطيع اقناع معتدلي ووسطيّ الاتجاهين.
وسط هذا التشظي السياسي والايديولوجي وحتى الاجتماعي يمر هذا الصيف كسابقاته من حيث مستوى خدمة الطاقة الكهربائية المقدمة له او اقل من ذلك، فمن الطبيعي ان يتم استثمار كل شيء من قبل كل الاتجاهات لتغيير قناعات الناس بصحة اتجاهات كل منهم، لكنهم جميعا لم يدركوا بعد ان اسوأ استثمار ” السياسة” هو استثمار واستغلال حاجات الناس في سبيل تحقيق مآرب سياسية انتخابية لانهم يبدؤون مشوارهم بكذب وخداع مع الناس الذين يسعون لخدمتهم .