سر “الخلاف النادر” بين الامارات والسعودية

بولتيك بريس

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن استراتيجية جديدة تملكها أبوظبي تقف وراء المواجهة بين الإمارات والسعودية حول إنتاج النفط.

وتصاعد خلاف علني نادر بين السعودية وحليفتها الإمارات بشأن تصدير النفط بعد تصريحات وزيري الطاقة في البلدين والمتعلقة باتفاقية منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وفقا لأشخاص مطلعون على الأمر، فإن الإمارات تملك استراتيجية جديدة متمثلة في بيع أكبر قدر ممكن من النفط الخام قبل أن ينخفض الطلب على الذهب الأسود.

وتمتلك الإمارات واحدة من أكبر احتياطات النفط الخام غير المستغلة في العالم، وتمثل استراتيجيتها الجديدة نقطة تحول هامة في السياسة النفطية لواحدة من أكبر الدولة النفطية في الشرق الأوسط.

والاثنين، تأجل مجددا الاجتماع الوزاري للدول الـ 23 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها (أوبك بلاس) بسبب عدم التوصل إلى اتفاق.

واجتماع “أوبك بلاس” كان مقررا أن يختتم الأسبوع الفائت، وخصص لتحديد حصص إنتاج الكارتل اعتبارا من شهر أغسطس المقبل، لكن الإمارات رفضت خطة يتم التفاوض في شأنها معتبرة أنها “غير عادلة”.

وتنص الخطة المطروحة بزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر اعتبارا من أغسطس وحتى ديسمبر، بحيث تصل كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة إلى مليوني برميل في اليوم.

ويتماشى ذلك مع الاستراتيجية العامة التي تتبعها “أوبك بلاس” منذ مايو، والقاضية بزيادة الإنتاج تدريجيا بعد خفضه بشكل حاد مع التراجع الهائل في الطلب عند بدء انتشار فيروس كورونا.

وحققت هذه الاستراتيجية إلى حدّ ما نجاحا، إذ انتعشت أسعار النفط لتبلغ حوالى 75 دولارا لبرميل الخامين المرجعيين برنت بحر الشمال وغرب تكساس الوسيط بزيادة 50 في المئة منذ مطلع العام، وهو مستوى مماثل لما كانت عليه الأسعار في أكتوبر 2018.

وبعد فشل التحالف في حل الخلاف، وصل الخام الأميركي إلى أعلى مستوياته خلال 6 سنوات قبل أن يتراجع في وقت لاحق.

كان وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، دعا الإمارات، إلى “التنازل والعقلانية” للتوصل إلى اتفاق عندما يستأنف التحالف اجتماعه الاثنين الماضي.

بالمقابل، قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، سهيل المزروعي، إن “مطلب الإمارات هو العدالة فقط بالاتفاقية الجديدة ما بعد أبريل، وهذا حقنا السيادي أن نطلب المعاملة بالمثل مع باقي الدول”.

يقول الشخص المطلع على الاستراتيجية الإماراتية للصحيفة الأميركية إن “هذا هو الوقت لتعظيم قيمة مبيعات الطاقة للبلاد كون الأسعار مرتفعة”، مردفا: “الهدف من زيادة الإنتاج هو توليد إيرادات أكبر لتنويع الاقتصاد، سواء للاستثمار في الطاقة الجديدة، وكذلك لزيادة تدفقات الإيرادات الجديدة وهو الأمر الأكثر أهمية” في ظل جائحة الفيروس التاجي.

ولا تشعر الدولة الخليجية بالقلق من حدوث انخفاض مفاجئ في الطلب، وتتوقع وجود مشترين لخامها لعقود.

ومع ذلك، يقول الأشخاص المطلعون على المسار الجديد إن الإمارات تريد الضخ والبيع بقدر ما تستطيع الآن، عندما يكون الطلب والأسعار مرتفعين، حيث تساعد العائدات الإضافية لإنهاء اعتماد الاقتصاد على النفط.