فضيحة من العيار الثقيل تهز الأوساط التعليمية في العراق

هزت فضيحة من العيار الثقيل الأوساط التعليمية في محافظة ذي قار جنوبي العراق، عندما أقدم عدد من الأهالي على إيجار أحد المنازل الكبيرة في منطقة زراعية واقعة على الطريق الرابط بين مدينتي (سيد دخيل والناصرية) لتدريس أبنائهم الطلبة بسبب عدم وجود بناية مدرسية لهم.

 

ويوجد في منطقة (السبل الزراعية) بين الناصرية وسيد دخيل، أكثر من ألف ‪نسمة، بينما لا توجدة أي مدرسة إعدادية أو متوسطة، والطلبة بلا مدارس، بحسب حسن الزيرجاوي، أحد أبناء المنطقة الذي تحدث لوكالة شفق نيوز، مشيراً إلى أن “أهالي المنطقة اضطروا لإيجار منزل بـ10 ملايين دينار شهرياً، لغرض تدريس أولادهم”.

 

وبين الازيرجاوي، أن “المدرسة المستأجرة هي بيت سكني كبير يقع وسط المنطقة، وقد استؤجر هذا المكان لغرض استيعاب أعداد الطلبة، خوفا من التسرب وعبور المرحلة الدراسية عليهم”.

 

وأضاف أن “المدرسة يوجد فيها حالياً قرابة 300 طالب، يدفع كل واحد منهم 100 ألف دينار شهريا لغرض سداد الإيجار، وأن المنطقة بحاجة إلى مدرسة متوسطة وإعدادية للسنة المقبلة”.

 

ولفت الزيرجاوي، إلى أن في حال لم يستجب أحد للمناشدات “سنضطر لبناء الصرايف كمدرسة”، مطالبا بـ” سرعة إنشاء مدرسة في المنطقة، لان المنزل المؤجر لا توجد فيه ساحة ولا دار استراحة ويؤثر على نفسية الطلبة في الدراسة”.

 

أمرُ تردي الحالة النفسية للطلبة داخل المدرسة، أكده أحمد ظاهر (طالب)، حيث أوضح  أن “وضع الطلبة في مدرسة متوسطة (دعاة الحق للبنين) يرثى له، كون المدرسين لا يعملون باختصاصهم، بسبب قلة الكادر التدريسي في المدرسة، فتجد أستاذ الأحياء يأخذ مادة الكيمياء، هذا فضلا عن حصر الطلبة داخل الشعبة طوال اليوم الدراسي، بسبب عدم وجود ساحة داخل المدرسة، وأن المدرسين لا يسمحون لهم بقضاء الفسحة خارج بناية المدرسة (المنزل)”.

 

بدوره، طالب مختار منطقة حي السبل حسن وتيت،” محافظ ذي قار بـ”إيجاد حل عاجل لموضوع الخدمات في المنطقة وانشاء مدارس، لأنها لا تستوعب أعداد الطلبة”.

 

وذكر وتيت،  أن “مدرسة دعاة الحق مكان منزل استأجره الأهالي، حيث أن الصفوف هي عبارة عن غرف عائلية”، مشيرا إلى أن “أهالي المنطقة تبرعوا بأراضي للحكومة لأجل بناء مدرسة عليها إلى أولادهم الطلبة، لكن حتى الآن لا توجد أي نتيجة من جانب الحكومة”.

 

في المقابل، قال مدير عام تربية ذي قار، محمد لفتة، إن “مديريته قامت بوقت سابق بافتتاح مدرسة ابتدائية في المنطقة، وفي وقت لاحق قامت بافتتاح بناية مدرسة متوسطة داخل المدرسة الابتدائية، لكن خلافات عشائرية أدت إلى فصل المدرستين”.

 

وأوضح لفتة، أن “المدرسة الابتدائية بقيت في منطقة، وأصبحت المدرسة المتوسطة في منطقة أخرى”، مشيراً إلى أن “إدارة التربية حاولت أكثر من مرة تحريك شكوى قضائية بسبب هذا الوضع، لكن الأهالي في منطقة السبل، أصروا على إيجار منزل من أجل تفادي المشكلة ولأجل إكمال دراسة أبنائهم وعدم ضياع السنة الدراسية عليهم”.