مستقبل القوات الأميركية في العراق… انسحاب أم إعادة لتصنيف الادوار

بولتيك بريس

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن إعلان الولايات المتحدة المتوقع عن “سحب قواتها” القتالية من العراق الذي ينظر إليه باعتباره “غطاءً سياسياً”، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، لا يتوقع أن يطرأ عليه “تغيير كبير”؛ لأن وزارة الدفاع “البنتاغون” “ستُعيد تصنيف أدوار القوات”.

وقالت الصحيفة الأميركية في تقرير، إن الكاظمي سيتوجه إلى واشنطن لمطالبة الرئيس الأميركي جو بايدن بسحب جميع القوات القتالية من العراق، معلناً لوسائل الإعلام المحلية في بغداد أن الزيارة “ستنهي وجود القوات المقاتلة”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم تُسمِّهم، قولهم، إنه من المرجح أن تلتزم الولايات المتحدة بالامتثال لطلب رئيس الوزراء العراقي بتحديد موعد نهائي، سيُعلن عنه لانسحاب القوات القتالية الأميركية.

“جائزة سياسية”
لكن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، ومسؤولين آخرين في الإدارة يقولون إنهم لن يحققوا ذلك “بإخراج أيٍّ من 2500 جندي أميركي متمركزين حالياً في العراق، ولكن بإعادة تصنيف أدوارهم في المستندات”.

وسيحصل الكاظمي على “جائزة سياسية” ليأخذها معه إلى الوطن “لإرضاء الفصائل المعادية للولايات المتحدة في العراق، وسيظل الوجود العسكري الأميركي”.

ورجحت الصحيفة أن هذا الاتفاق يبدو أنه أحدث جهد دبلوماسي يبذله الكاظمي لتحقيق التوازن بين احتياجات ومطالب أقرب حليفين للعراق، الولايات المتحدة وإيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الكاظمي إلى جانب العديد من كبار المسؤولين العسكريين العراقيين، تؤيد بسرية بقاء نحو 2500 جندي أميركي في العراق بشكل تواجدهم الحالي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ طرد تنظيم “داعش” من آخر معاقله في العراق عام 2017، دأب مسؤولون أميركيون على التأكيد أنه “بالنظر لعدم وجود عمليات قتالية مصرح بها حالياً في العراق، فلا توجد قوات قتالية في البلاد”.

لكن المسؤولون يقرون بالمقابل بوجود عدد صغير من قوات العمليات الخاصة الأميركية الذين يعملون كمستشارين ومدربين يرافقون أحياناً قوات مكافحة الإرهاب العراقية في مهام قتالية ضد عناصر “داعش”.

وفي واشنطن قال مسؤولون في البنتاغون، إنهم يتوقعون بقاء أعداد القوات في العراق عند مستواها الحالي البالغ نحو 2500، وإعادة تحديد دور بعض عناصرها.

لكن في الوقت الذي يمنح فيه إعلان الكاظمي “غطاءً سياسياً مؤقتاً”، فإن إعادة تصنيف القوات الأميركية بدلاً من الانسحاب؛ من المرجح ألا ترضي الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية التي تدعو إلى انسحاب جميع القوات، كما يقول مسؤولون عراقيون.

في المقابل، تؤكد الفصائل المسلحة والعديد من السياسيين العراقيين المرتبطين بها أن الهدف الحقيقي لوجود القوات الأميركية في العراق هو “مواجهة إيران، وليس تهديدات تنظيم داعش”.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث السياسي باسم “عصائب أهل الحق”، قوله إن “تغيير اسمهم من قوات قتالية إلى مدربين ومستشارين نعتبره محاولة للتضليل”.

في هذا الإطار قال ثاناسيس كامبانيس، الباحث في مؤسسة “ذا سنشري فونديشن”، وهي مؤسسة فكرية أميركية، خلال زيارة للعراق هذا الأسبوع: “الحوار مع الولايات المتحدة هو معرفة كيف يمكننا التفكير في الحفاظ على وجود مفيد دون تكبد تكلفة سياسية باهظة”.

وأضاف: “مصالح الجانبين لا تتوافق حقاً؛ لأن الولايات المتحدة لن ترى أنه من مصلحتها الاستمرار في مهاجمتها من قبل هذه الفصائل المسلحة التي لا تستطيع الحكومة العراقية كبحها”.

وكانت تقارير صحفية أميركية كشفت مؤخرا، أن الولايات المتحدة والعراق يعتزمان إعلان انسحاب القوات القتالية الأميركية، وتحويل مهمتها إلى “استشارية” قبل نهاية العام الجاري 2021، وذلك بالتزامن مع زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن.

وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن كبار المسؤولين العراقيين والأميركيين يعتزمون إصدار بيان يدعو القوات الأميركية المقاتلة إلى مغادرة العراق بحلول نهاية العام، لكنهم سيؤكدون مجدداً أن الوجود العسكري الأميركي “لا يزال ضرورياً بعد ذلك لمساعدة القوات العراقية في معركتها ضد تنظيم داعش”.