“كان هو السبب في حصولي على لقب ملكة النحل” تقول مربية النحل زينب العموري وهي تتحدث عن زوجها الراحل الذي بدأت معه منذ 34 عاما مشروع تربية النحل الذي حقق لأسرتها دخلا مناسبا يكفي لإعالة أسرتها بعد مرض زوجها وتوقفه عن العمل ثم وفاته.
كيف بدأت
زينب ذات الـ53 عاماً شغلت منصب رئيس اتحاد النحالين العرب- قسم المرأة سابقاً، وكانت تسكن وعائلتها العاصمة بغداد او اطرافها وانتقلت بعد عام 2006 الى بابل مع خلايا نحلها الـ400 طلبا لمكان آمن.
تعتني المعموري بالنحل كأنه جزء من العائلة وهي تتحدث عن مهنتها بكل فخر خاصة وأنها تهتم بأكثر من 400 خلية نحل ترعاها طوال العام بظروفه الجوية وتنتظر مردودها بكل صبر حيث تنتج الخلية الواحدة في المحافظة بالمعدل 15 كيلوغراما.
تقول زينب الأم لأربعة أولاد والحاصلة على شهادة الدبلوم من أحد معاهد العاصمة انه “بدأنا العمل انا وزوجي منذ 34 سنة مضت الا ان الاوضاع بعد 2006 تأزمت وهلكت مناحلنا في منطقة اليوسفية جنوبي العاصمة بغداد بسبب صعوبة الوصول الى المنطقة نظراً للأوضاع الأمنية، فانتقلنا انا وعائلتي الى الحلة ونجحنا في تطوير مناحل في بابل مجهزة حسب تنوع النباتات التي يتغذى عليها النحل”.
وتصف كيف كانت النهاية بالعاصمة بانها “وضع مزري للخلايا”، قالت: “بعد العام المشؤوم لم يعد لي شيء، زوجي أصابه المرض، خلايا النحل هناك ماتت فلم أجد بداً من أن أبدأ من جديد بمائة خلية وقتها، أما الآن وبعد التطوير فانا امتلك ما يفوق الـ 400 خلية نحل موزعة على ثلاثة مناحل في بابل مجهزة حسب تنوع النباتات حيث قد ينتج العسل من نبات الجت والبرسيم وأنواع مختلفة من الورود ومن الحمضيات أيضاً”.
منتجات متعددة
بالإضافة الى العسل الذي ينتجه نحل زينب المعموري فهي تبيع ايضا في مجموعة من العلب التي تحمل علامة تجارية باسمها، تبيع شمع العسل وعددا من المكملات الغذائية، التي تستخدم في علاج العديد من الأمراض، بالإضافة الى انها امتدت من مربية نحل الى مدربة تقدم تدريباً شاملاً لنساء أخريات مررن بظروف شبيهة بظروفها.
قالت: “أدرب العشرات من النساء وصلن الى مائة امرأة يعتمدن الان على انفسهن في توفير المعيشة ونجحن في فتح مشاريع عسل صغيرة من داخل المنزل واغلب المتدربات هن من الأرياف. الامر الذي ساعد بإنجاح مشاريعهن بسبب البيئة المشجعة لتربية النحل”.
حتى اللسعات مفيدة
وعلى اعتاب الربيع وانتهاء الشتاء، تبتهج المعموري وهي تتحدث عن أكثر الفصول قربا الى قلبها حيث الافضل الى نحلها هو الافضل لها قالت “أنا افضل الربيع، ففيه تعود الشمس الى سطوعها وايضا تتفتح الازهار ويتكاثر النحل الذي يعيش على الأشجار والورود أما في الشتاء فيحتاج النحل إلى عناية أكبر، خاصة في الأيام التي تنخفض فيها درجات الحرارة كثيرا خاصة الشتاء الاخير، كانت هناك ايام قاسية جدا”.
نشاط الربيع تزداد معه لسعات النحل الا ان المعموري لا تحمل الامر أكثر من طاقته وترى انها احيانا مفيدة خاصة وانها لم تتعرض لأية هجمات من النحل او لسعات خطيرة أو حوادث جانبية خلال عملها وعمل متدرباتها “انا اعتقد ان لسعات النحل لها فائدة في معالجة عدد من أمراض التهاب المفاصل وغيرها وأحياناً أتعرض للسعة او اثنتين خاصة وانها وسيلة النحل للدفاع عن خليته”.
النحل المسافر نحو ازهار بابل وفر المعيشة المناسبة للأرملة البابلية وعائلتها الا انها تأمل ان يكون للحكومة دور أكبر في دعم مربي النحل والنساء منهن على وجه الخصوص، خاصة وانه وفر للعديد من النسوة الاستقلال المادي الذي كن قد رغبن به حين تدربن على يد المعموري.